افلت
كلابك في الشوارع… واقفل
زنازينك علينا... اسأل
علينا في المواجع … وعرفنا
مين سبب جراحنا ....
رامز العزة 14عام ونصف
الفتى الذي اعتدى عليه مجموعة من أجهزة السلطة
الفلسطينية في بيت لحم يوم الجمعة 18/9/2015 في جمعة نصرة المسجد
الأقصى وقد تم الاعتداء على أهالي مخيم العزة من نساء وأطفال
ورجال وإغراق المخيم بقنابل الغاز الامريكي الصنع.
لم يعلم سكان المخيم في يوم الجمعة ان الغاز واصوات
اطلاق النار قد كانت من قبل اجهزة السلطة "الوطنية" فكما العادة دال
المخيم عندما يسمع صوت الرصاص يخرج سكان المخيم وبايديهم بعض البصل والمياه
ويفتحون الابواب وذلك لمساعدة اطفال الحجارة الذين يتصدون لقوات الاحتلال دائما
فقد تفتح باب منزلك في المخيم فتجد شبلا قد اصيب او رجلا اعماه الغاز فتنقذه
وتساعده او حتى تدخله المنزل لتمنع الاحتلال من اعتقاله , هكذا برنامج العمل داخل
مخيم العزة للاجئين الذي يقع على خط التماس مع الاحتلال ولا يبعد سوى امتار عن
معسكر للجيش الاسرائيلي .
ولكن هذه المرة لم يكن المشهد متجانسا فقد خرج ابو قيس
لينقذ زوجته المريضه من بين الهراوات التي تنهال عليها ولم يتمكن محمد من انقاذ
ابنه الصغير من رصاصة في قدمه ولم يسعف ام محمود أي استغاثة حتى وهي تقول لهم انا
اخت الشهيد البطل ولم يكترث حامل العصى والبندقية ان هذا الرجل الذي تسمر في مكانه
هوا نفسه الذي ودع ابنه الوحيد شهيدا منذ فترة قريبه ...
خرجت ام انس لتلحق ابنها الصغير رامز الذي وقع بين عصي
رجالات السلطة المدرعين ..لم يستمع لها احد وهي التي نادت على ابنها رامز بخالد
وهو اسم اخيها الشهيد الذي ارتقى قبل اعوام ..فقد التبست عليها الامور فلم تميز
صوت الجنود هل كان عربي ام عبري قالت انتظر لا فرق بين الرايتين ...
في المخيم نعيش بين رصاصتين كما قال غسان كنفاني ..كنا
نعلم جهة الرصاصة الاولى ولكن الرصاصة الثانية كانت مؤلمة فقد ادت الى وقوع طفل في
وسط المخيم يستنجد من ينقذه ولا يعلم من اين هي الرصاصة التي وصلته او انه يعلم
تماما ان الرصاص دائما يصلنا من الاحتلال ولكن نحن نعلم ان الاحتلال عندما يدخل المخيم
فهوا لن يخرج سالما .ولكن صوت هذا الرصاص مختلف ..لم يكن رامز الطفل يسمع صوت
الاستغاثات فقد كانت العصي تنهال عليه من كل طرف لم يساعده جسمه النحيل من ان يهرب
من بينهم فقد كانوا وحوشا لا تعرف الرحمة ويطبقون ما تعلموه
فقد تم سحب الطفل ليضعوه في سيارة الشرطة فوق رفيقه
الفتى الاخر الذي كان قد فقد الوعي او دخل في لحظة الوعي واللاوعي من شدة الضرب .
الفتى الاخر "حمامرة" لم يشفع له ان والده منذ زمن طويل يعمل في مركب
الشرطة.. وبعد نقل كومة من الاشبال الى مركز الشرطة يخرج منهم اصوات الاهات
..نقلوا الى المستشفيات ليلا وقد اعتذر مدير الامن الى والد الفتى حمامرة على هذه
التصرفات التي هي تجاوز وتصرفات فردية او جماعية بشكل فردي . ولكن لم يعتذر أي شخص
لرامز الطفل ابن المخيم وذلك لان والد رامز غير موجود فقد توفي نتيجة قهر العيش في
المخيم ولم يعلم ان وفاته وقبره سيكونوا خارج قريته التي هجر منها " بيت
جبرين"
في المخيم الحياة مختلفة والقوانين مختلفة .. في المخيم
عندما تنام المدن الكبيرة ينهض المخيم فهو الذي يقف في مواجهة قوات الاحتلال خلال
الاقتحامات الليلية للمنطقة .. وان اهم قوانيين المخيم انه لا ضرر في ان تسقط
اثناء المعركة ولن يلموك شخص.. ولكن الاهم هو ماذا ستفعل عندما تنهض من المعركة
واقفا بعد السقوط .
فارس فارس